المشاركات

الدخول المدرسي ...مناسبة تجديد العهد مع العلم

صورة
بسم الله، نحن في الأيام الأولى لموسم دراسي جديد، و كل جديد هو فرصة من الله تعالى لتصحيح السير و شحذ الهمم... خلال أيامنا هذه، حيث أخذت المدرسة في جوانب معينة حجما مبالغا فيه (كثرة الكتب في بعض المدارس، التقليل من حصص التربية على القيم و الأخلاق، ...)، فلابد أن تكون بداية الموسم فرصة لترتيب المقاصد و الجهود. المقال موجه لنا الآباء أولا، أن ندرك أن المدرسة تستهلك وقتا كبيرا و مهما في حياة الطفل و بالتالي في بناءه و تكوينه. كما أن المدرسة منظومة لتعلم الأطفال بمعناه الواسع (معلومات، مهارات، خبرات،...).  و منه فإننا نحتاج، بالإضافة لمجموعة من النصائح الإجرائية (النوم، التغذية، ترتيب الأغراض، قواعد السير،...) التي نجد خبراء كتبوا مقالات قيمة عنها، الاهتمام أيضا بجانب التمثلات و التصورات و المحرك الداخلي النفسي للطفل.  بخصوص هذا هناك إشارات خمسة وجب الاهتمام بها : 1.      الغاية من تعلمك : التعلم نعمة و عطاء رباني، فهو قدرات و مهارات تتظافر للخروج من ظلمات الجهل إلى نور العلم، و هناك أطفال حرموا من المدرسة بسبب حرب أو فاقة. لماذا يا بني نذهب للمدرسة للتعل...

توحيد الكتاب المدرسي في المغرب...

صورة
اطلعت في بعض المواقع على خبر توحيد الكتاب المدرسي في الموسم الدراسي القادم بالمغرب 2025/2024. و لا شك أن هذا الأمر سوف يكون له تأثير كبير جدا على حقل المدرسة المغربية. ولن أتحدث عن السجال و النقاش بين مختلف مكونات و أطراف المجال، و خاصة ما في ذلك من تداعيات اقتصادية. أي المطبعات و دور النشر و المكتبات...أحببت النظر إلى الجانب الاجتماعي النفسي و كذا الاستراتيجي لهذا القرار. أما الشق الاجتماعي و النفسي، فخاصة عند من يباشرون العمل التعليمي التربوي من الآباء والمدرسين و كذا بائع الكتب. إن جل الآباء و المكتبيين يعيشون أيام الدخول المدرسي بمشاعر التوتر و الارهاق، حيث تكثر العناوين و الطبعات دون الحديث عن كثرة عدد الكتب نفسها. ولعل كل هذا نتيجة غلبة الطابع التجاري الرأس المالي على الأمر، أي رفع كمية الإنتاج و الاستهلاك. و كنت قد سألت أحد أفراد العائلة ببلد أجنبي فأجابني أنه لا يحمل هم الكتب و الدفاتر، يشتري المحفظة فقط و المدرسة تتكفل بالباقي الذي هو كتب قلائل لا تتجاوز 4 كتب (إبني في المستوى الأول ابتدائي يحمل محفظة بها 9 كتب و حوالي 11 دفترا). و توحيد الكتاب قد يخفف على الآباء...

هل نخذل غ.ز.ة بعدما دعمت منتخب المغرب؟

صورة
  خلال أيام كأس العالم قطر 2022 ومع انجاز منتخب المغرب لكرة القدم المميز، شهدنا دعم شعوب كثيرة لمنتخب المغرب. والواضح أن رابطة الدين هي الأساس والدافع لهذا الدعم والمساندة وليس العروب أو افريقيا. فقد كان جمهور في السنغال وهي غير عربية، و جمهور في ماليزيا وهي لا عربية ولا افريقية ...إن رابطة الإسلام هي الحية و القوية فوق كل الروابط الأخرى... و لقد وصلتنا فيديوهات لجمهور غ.ز.ة يتتبع مباريات منتخب المغرب في قاعة كبيرة وكأنك في قلب المغرب، مع الأعلام و الهتافات والشعارات ... أهل غ.ز.ة دعم المنتخب المغربي بالتشجيع والدعاء...وها نحن نعيش لنرى غزة تحت النار و الحصار والقصف الصهيوني وتكالب حزب الشيطان عليهم وكذا صمت وتخاذل كثير من الناس عن دعم ونصرة المظلوم... أهل غ.ز.ة مسلمون عرب إخواننا، وهم يقومون عن مقدسات الأمة في المقدس والأرض المبارك، فأين نحن منهم؟ أليس علينا رد الجميل على الأقل؟ إننا نخذلهم عندما لا نستحضرهم في الدعاء، عندما لا ننشر حقائق أخبارهم ومعاناتهم، عندما نبخل بأوقاتنا عن تعليم وتبليغ القضية في محيطنا وأهلنا، عندما نبخل بالمال كما دعمنا اخواننا في زلزال الحوز، إننا...

احضن طفلك عند خوفه...

صورة
  بسم الله، في احدى حصص  السيرة النبوية العطرة،  قراءة و نقاش و تدارس…  كانت لنا وقفة مع نص شق الصدر الذي كان على الراجح في السن الرابع أو الخامس للرسول صلى الله عليه و سلم و عند  السيد حليمة رضي الله عنها . و معلوم أهمية السنوات الأ ولى في بناء شخصية الانسان، و خاصة إذا كان اعداد النبي الذي هو أعلى مستويات البشر، فهو النموذج و القدوة و المُبلغ … جاء في النص التي تتحدث فيه السيدة حليمة السعدية رضي الله عنها عن خبر الرضاع في بادية بني سعد، فتقول " فَبَيْنا هو [ يلعبُ ] وأَخُوهُ يومًا خلفَ البُيُوتِ ، يَرْعَيانِ بَهْمًا لَنا ؛ إذْ جاءَ [ نا ] أَخُوهُ يَشْتَدُّ ، فقال لي ولأَبيهِ : أَدْرِكَا أَخِي القُرَشِيَّ ، قد جاءهُ رجلًانِ فَأَضْجَعَاهُ وشَقَّا بَطْنَهُ ، فخرجْنا [ نَشْتَدُّ ] ، فَانْتَهَيْنا إليهِ وهوَ قائِمٌ  مُنْتَقِعٌ لَوْنُهُ ، فَاعْتَنَقَهُ أبوهُ واعْتَنَقْتُهُ " شد انتباهي فعل السيدة حليمة رضي الله عنها أن احتضنت واعتنقت محمدا صلى الله عليه وسلم قبل أي فعلا آخر أو كلمة... هذا الاحتضان والالتزام مهم و وسيلة و سلوك   تربوي صحي، ويظه...

ثمن الخضار الحقيقي

صورة
بسم الله، خرج إلى السوق كعادته لتسوق حاجيات البيت، سوق قد عجت فيه أصوات الباعة و زينته الخضار و الفواكه بشتى أنواعها و ألوانها و هي مصفوفة بشكل جميل يدفعك للاقتراب منها و تلمسها و ربما حتى اشتمام رائحتها أو تذوقها. وقف عند بائع الخضار و طلب منه آنية لجمع ما يحتاجه. جمع ما طلبته زوجته و ما اشتهته نفسه من الخضار و الفواكه، يزن البائع الأكياس و يلفظ ثمن كل بضاعة و يكتب على دفتره لحساب الحصيلة... و هو يسرد ثمن كل بضاعة قال البائع "الطماطم 7 دراهم"،  فقال للبائع "ما هذا الثمن يا أخي؟"،  أجابه البائع الجواب المعتاد "في سوق الجملة ب 6 دراهم، فقط البركة". و أكيد أن الفلاح قد باعها بدرهمين أو ثلاثة، لكن الوسطاء قد حولوا ثمنها أضعافا مضاعفة... أخذ أكياسه الثقيلة و معه ذهنه المُثقل بالتفكير في غلاء الأسعار و القدرة الشرائية، ثم شرد فكره في مواضيع أخرى ... حتى أحس بضيق في نفسه و انقباض في صدره، فكان أن هب عليه خاطر كأنه النسيم على قلبه، خاطر في الانتباه لنعم الله و فضائله و أن الشكر بلسم للنفوس. و كان ذلك لأثر ما قد تدارس مع أصدقائه من سورة يس الآية 35 ﴿لِيَأْكُلُ...

في المرض فوائد؟

صورة
Image by freepik بسم الله،   التقى صديقه في العمل فاستقبله و فرح به، فقال له صديقه "أين كنت؟ لم أرك خلال الأيام الماضية؟" أجابه "لقد كنت مريضا، نزلة برد و زكام حاد". حزن صديقه لأمره و قال "و الآن الحمد لله أفضل". ثم استرسل صديقه يتحدث إليه بكلام التوجيهات و النصائح المعتادة "يجب أن تهتم بصحتك و تنتبه لتقلبات الطقس، و الحذر من كورونا، و عليك بمواد مقوية، أنا استعمل لي و لأولادي خلطات الليمون و العسل الحر". صمت ينصت إلى صديقه حتى فرغ من حديثه ثم قال له "سأقول لك أمرا مهما أثر في و أنا أنصت لكلمات أحد الشيوخ عن دواء الشدائد و الابتلاءات، و كنت لا أجد وقتا لهذه المحاضرات وسط انشغالات العمل و البيت و المشاريع التي لا تنقضي، لقد قال أن الدواء عند ربك في أسمائه الحسنى، إن كنت مريضا فهو الشافي، مقهورا فهو الجبار، جاهلا فهو العليم،...فجلست أحدث نفسي و أنظر في أحوالي مع نفسي مع ربي مع أسرتي..."  فقلت مخاطبا نفسي : -  لعل هذا المرض لأتوقف عن الغفلة عن الله تعالى و الغفلة عن دعائه و الغفلة عن حاجتي و افتقاري إليه و أنه ربي و أنا عبده. فقد أ...

أوبئة القلوب

صورة
  بسم الله، "يعرف الوباء يأنه حالة انتشار لمرض معين، حيث يكون عدد حالات الإصابة أكبر مما هو متوقع في مجتمع محدد أو مساحة جغرافية معينة أو موسم أو مدة زمنية" (تعريف منظمة الصحة العالمية). و قد عشنا خلال هذه السنوات الأخيرة و خاصة مع عولمة الاعلام، عشنا مع كورونا كيف بدأ مرضا   ثم تطورت الأمور حتى أعلن أنه وباء pandemic . و عشنا كذلك التحول الكبير الذي أصاب الإنسانية (لا نهمل أن أناسا كثر لم يعيشوا هذه الأحداث بنفس الحدة و الوقع). و كان مما شاهدناه : التسابق على الصيدليات لاقتناء و التزود بالأدوية و المضادات الحيوية ثم باللقاح و كذا ما عرفناه من سلوكات و تدابير الوقاية من كمامات و تباعد و معقمات ... من المطلوب بل و من الواجب حفظ النفس و صيانتها لأنها من الضروريات   الخمس التي قعدها علم المقاصد بناء على الشرع الذي ارتضاه الله تعالى لهذا الإنسان. و لكن هذه الصورة من الحرص و الوقاية كانت بسبب وباء يصيب الأجسم، يصيب الجهاز التنفسي أو المناعي و كلها مكونات عضوية أودها الخالق في هذا الجسم البديع. لكن ما حالنا مع الأوبئة المعنوية و خاصة منها أوبئة القلوب؟ أليس حريا بنا أن نن...