في المرض فوائد؟
Image by freepik |
بسم الله،
التقى صديقه في العمل فاستقبله و فرح به، فقال له صديقه "أين كنت؟ لم أرك خلال الأيام الماضية؟"
أجابه "لقد كنت مريضا، نزلة برد و
زكام حاد".
حزن صديقه لأمره و قال "و الآن الحمد لله أفضل".
ثم استرسل صديقه يتحدث إليه بكلام التوجيهات و النصائح المعتادة "يجب
أن تهتم بصحتك و تنتبه لتقلبات الطقس، و الحذر من كورونا، و عليك بمواد مقوية، أنا
استعمل لي و لأولادي خلطات الليمون و العسل الحر".
صمت ينصت إلى صديقه حتى فرغ من حديثه ثم قال له "سأقول لك أمرا مهما أثر في و أنا أنصت لكلمات أحد الشيوخ عن دواء الشدائد و الابتلاءات، و كنت لا أجد وقتا لهذه المحاضرات وسط انشغالات العمل و البيت و المشاريع التي لا تنقضي، لقد قال أن الدواء عند ربك في أسمائه الحسنى، إن كنت مريضا فهو الشافي، مقهورا فهو الجبار، جاهلا فهو العليم،...فجلست أحدث نفسي و أنظر في أحوالي مع نفسي مع ربي مع أسرتي..."
فقلت مخاطبا نفسي :
- لعل هذا المرض لأتوقف عن الغفلة عن الله تعالى و الغفلة
عن دعائه و الغفلة عن حاجتي و افتقاري إليه و أنه ربي و أنا عبده. فقد أصابني شيء
من "كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى"، فكان وَهْمُ الاستغناء عن
الله تعالى سببا في الطغيان ((الطغيان بمعناه العام أي مجاوزة الحد و الخروج عن
المباح).
- لعل من أسباب المرض كثرة الذنوب و المعاصي، فعندما أمرض
فإن جوارح مهمة و حيوية تُقلع عن المعاصي و الطغيان و التجبر.
- لعل المرض يذكرنا بالصدقة و أن فيها الدواء (مما رُوي عن
رسول الله ﷺ 'داووا مرضاكم بالصدقة')، فتسارع بحثا عن سبل الصدقة
طمعا أن يرفع الله عنك المرض، لكن هذه المرة بقلب يعطف على الضعيف و المسكين لأنك
جربت قلة الحال و ضعف الحبال.
- فرصة للنوم الجيد و الأكل الصحي و الابتعاد عن مجموعة من
العادات السلبة.
- في المرض تكفير الذنوب و الخطايا، و هذا من الإيمان و لا
ينال هذه المكافئة و البلسم النفسي إلا المؤمن.
قال صديقه "صدقت و الله، إننا حقا لا
ننظر كما أرادنا ربنا للأمور، تجدنا نبني تصوراتنا فقط من محيطنا أو المواقع أو
بعض الأشخاص بينما نترك مراد الله هو آخر ما يمكن أن يبني تصوراتنا ثم سلوكاتنا، و
الله المستعان..."
ثم ذهبا في سعيهما...
قال الفضل بن سهل: (إن في العلل لنعَماً لا ينبغي للعاقل أن يجهلها، فهي
تمحيص للذنوب، وتعرّض لثواب الصبر، وإيقاظ من الغفلة، وتذكير بالنعمة في حال
الصحة، واستدعاء للتوبة، وحضّ على الصدقة).
و قال ابن تيمية - رحمه الله -: (مصيبة
تقبل بها على الله، خير من نعمة تنسيك ذكر الله).
تعليقات
إرسال تعليق