هل نغفل أحيانا عن حقيقة رمضان؟
![]() |
هل نغفل أحيانا عن حقيقة رمضان؟ |
جلس إلى هاتفه يتجول بين صفحاته ورسائله. وصلته رسالة من صديق تجمع برامج دعوية ثقافية خلال رمضان. تجمع ما سوف تبثه القنوات التلفزية وقنوات اليوتيوب، قال 'هذا مميز و مشوق، سوف يكون شهر رمضان ممتعا، وجب أن أضع لي برنامجا يوميا لتتبع هذه المواد الدسمة' و تبسم.
اتصل به صديقه وسأل عنه، ثم أخبره أنه يريده أن يشارك معه في فريق كرة القدم للدوري الرمضاني. وقال له أن هذا العام سوف يكون مميزا لأننا جمعنا عناصر مقتدره ننافس بها على اللقب، تحمس للمشاركة و شكره كثيرا على الدعوة.
جلس مع زوجته فقالت له انظر إلى هذه القناة التي أتابعها، لقد نشرت هذه اليوتوبرز مقطعا مشوقا جدا لحلقاتها خلال رمضان حيث سوف تقدم كل يوم أكلة رمضانية لذيذة نزين بها مائتنا، و سوف أريكم شطارتي 'حداكتي' خلال أيام رمضان.
لكن قبيل رمضان
وصله مقطع لأحد الشيوخ يتحدث عن رمضان وفضله و ضرورة الاستعداد له، جلس إلى نفسه
ينظر و يتأمل في حاله و كيف كان ينظر و يستعد لهذا الشهر، و أنه غفل عن رمضان
الحقيقي، ذلك الشهر العظيم، الأعطية الربانية و الموسم الكوني... إنه
الفرصة النادرة للتوبة و اكتساب اخلاق الايمان، و قبل كل هذا شهر تصحيح علاقتنا
بالوحي بالقرآن كلام ربنا تعالى.
ثم قال لنفسه، برامج رمضان ومقدموها واخراجها الفني الجميل جدا، اذا جلست اشاهد كل هذا الزخم من الإنتاج متى أقرأ ورد القرآن متى اتدارس و أتذوق و أغترف؟ إنه رمضان شهر القرآن هو طوق النجاة، الفرصة السنوية للتوبة الحقيقية من ذنوبي...
وهذا الدوري الكروي، ألا يمكن أن ينظم في الأشهر 11 المتبقية،
وعند كل مقابلة أتعب تعبا شديدا يصعب معه اتمام الصيام و يصعب الاهتمام بساعة
الفطر و الدعاء و كذا القيام...
وهذا الاهتمام
المبالغ فيه بالاكل و شهوة البطن وما يجره من كثره التسوق والانفاق والجلوس المطول
على المائدة، في حين أن هذا الشهر هو للتخفف من قيود الشهوة و المسارعة في الخيرات...
أخذ ورقة و قلم
وجعل يرسم برنامج أيام رمضان لنفسه اجتهادا و مجاهدة ما بين القرآن و القيام و
السعي في الخيرات.
أما كل تلك
البرامج الإعلامية فسوف أجد لها وقتا بعد رمضان، اعتذر لصديقه و تحدث إلى زوجته
بخواطره حتى تتوحد البوصلة و يتعاونا على ذلك...
ثم تشوقت نفسه
لأولى نسمات رمضان...
تعليقات
إرسال تعليق