المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٢

ثمن الخضار الحقيقي

صورة
بسم الله، خرج إلى السوق كعادته لتسوق حاجيات البيت، سوق قد عجت فيه أصوات الباعة و زينته الخضار و الفواكه بشتى أنواعها و ألوانها و هي مصفوفة بشكل جميل يدفعك للاقتراب منها و تلمسها و ربما حتى اشتمام رائحتها أو تذوقها. وقف عند بائع الخضار و طلب منه آنية لجمع ما يحتاجه. جمع ما طلبته زوجته و ما اشتهته نفسه من الخضار و الفواكه، يزن البائع الأكياس و يلفظ ثمن كل بضاعة و يكتب على دفتره لحساب الحصيلة... و هو يسرد ثمن كل بضاعة قال البائع "الطماطم 7 دراهم"،  فقال للبائع "ما هذا الثمن يا أخي؟"،  أجابه البائع الجواب المعتاد "في سوق الجملة ب 6 دراهم، فقط البركة". و أكيد أن الفلاح قد باعها بدرهمين أو ثلاثة، لكن الوسطاء قد حولوا ثمنها أضعافا مضاعفة... أخذ أكياسه الثقيلة و معه ذهنه المُثقل بالتفكير في غلاء الأسعار و القدرة الشرائية، ثم شرد فكره في مواضيع أخرى ... حتى أحس بضيق في نفسه و انقباض في صدره، فكان أن هب عليه خاطر كأنه النسيم على قلبه، خاطر في الانتباه لنعم الله و فضائله و أن الشكر بلسم للنفوس. و كان ذلك لأثر ما قد تدارس مع أصدقائه من سورة يس الآية 35 ﴿لِيَأْكُلُ...

في المرض فوائد؟

صورة
Image by freepik بسم الله،   التقى صديقه في العمل فاستقبله و فرح به، فقال له صديقه "أين كنت؟ لم أرك خلال الأيام الماضية؟" أجابه "لقد كنت مريضا، نزلة برد و زكام حاد". حزن صديقه لأمره و قال "و الآن الحمد لله أفضل". ثم استرسل صديقه يتحدث إليه بكلام التوجيهات و النصائح المعتادة "يجب أن تهتم بصحتك و تنتبه لتقلبات الطقس، و الحذر من كورونا، و عليك بمواد مقوية، أنا استعمل لي و لأولادي خلطات الليمون و العسل الحر". صمت ينصت إلى صديقه حتى فرغ من حديثه ثم قال له "سأقول لك أمرا مهما أثر في و أنا أنصت لكلمات أحد الشيوخ عن دواء الشدائد و الابتلاءات، و كنت لا أجد وقتا لهذه المحاضرات وسط انشغالات العمل و البيت و المشاريع التي لا تنقضي، لقد قال أن الدواء عند ربك في أسمائه الحسنى، إن كنت مريضا فهو الشافي، مقهورا فهو الجبار، جاهلا فهو العليم،...فجلست أحدث نفسي و أنظر في أحوالي مع نفسي مع ربي مع أسرتي..."  فقلت مخاطبا نفسي : -  لعل هذا المرض لأتوقف عن الغفلة عن الله تعالى و الغفلة عن دعائه و الغفلة عن حاجتي و افتقاري إليه و أنه ربي و أنا عبده. فقد أ...

أوبئة القلوب

صورة
  بسم الله، "يعرف الوباء يأنه حالة انتشار لمرض معين، حيث يكون عدد حالات الإصابة أكبر مما هو متوقع في مجتمع محدد أو مساحة جغرافية معينة أو موسم أو مدة زمنية" (تعريف منظمة الصحة العالمية). و قد عشنا خلال هذه السنوات الأخيرة و خاصة مع عولمة الاعلام، عشنا مع كورونا كيف بدأ مرضا   ثم تطورت الأمور حتى أعلن أنه وباء pandemic . و عشنا كذلك التحول الكبير الذي أصاب الإنسانية (لا نهمل أن أناسا كثر لم يعيشوا هذه الأحداث بنفس الحدة و الوقع). و كان مما شاهدناه : التسابق على الصيدليات لاقتناء و التزود بالأدوية و المضادات الحيوية ثم باللقاح و كذا ما عرفناه من سلوكات و تدابير الوقاية من كمامات و تباعد و معقمات ... من المطلوب بل و من الواجب حفظ النفس و صيانتها لأنها من الضروريات   الخمس التي قعدها علم المقاصد بناء على الشرع الذي ارتضاه الله تعالى لهذا الإنسان. و لكن هذه الصورة من الحرص و الوقاية كانت بسبب وباء يصيب الأجسم، يصيب الجهاز التنفسي أو المناعي و كلها مكونات عضوية أودها الخالق في هذا الجسم البديع. لكن ما حالنا مع الأوبئة المعنوية و خاصة منها أوبئة القلوب؟ أليس حريا بنا أن نن...